تاريخ جائزة الكرة الذهبية: من الفكرة إلى تتويج أفضل لاعبي كرة القدم في العالم
تعد جائزة الكرة الذهبية واحدة من أهم الجوائز
الفردية في عالم كرة القدم. تُمنح هذه الجائزة سنويًا لأفضل لاعب في العالم،
وتحتفي بتفوقه ومهاراته العالية على المستطيل الأخضر. ومنذ انطلاقها لأول مرة في
عام 1956، أصبحت هذه الجائزة حلمًا لكل لاعب يطمح في تحقيقه. في هذا المقال،
نستعرض تاريخ جائزة الكرة الذهبية، كيف نشأت، فكرة منحها، وأبرز الفائزين بها عبر
تاريخها حتى عام 2024.
البداية: كيف
نشأت فكرة جائزة الكرة الذهبية؟
نشأت فكرة جائزة الكرة الذهبية على يد الصحفي
الفرنسي "جابريل هانو" من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية. في
خمسينيات القرن العشرين، كان هانو يسعى إلى تقدير اللاعبين البارزين الذين يساهمون
في تطور اللعبة. وفي عام 1956، قرر إلى جانب فريق المجلة إنشاء جائزة تكرّم أفضل
لاعب كرة قدم في أوروبا.
أول نسخة من الجائزة:
تُمنحت جائزة الكرة الذهبية لأول مرة في عام 1956، وكان الإنجليزي "ستانلي
ماثيوس" هو أول لاعب يتوج بها. كانت الجائزة تقتصر في البداية على اللاعبين
الأوروبيين الذين يلعبون في الأندية الأوروبية، لكنها توسعت لاحقًا لتشمل جميع
اللاعبين حول العالم.
تطور الجائزة:
من جائزة أوروبية إلى جائزة عالمية
في بداية الجائزة، كانت "فرانس فوتبول"
تقصر منح الكرة الذهبية على اللاعبين الأوروبيين، مما أدى إلى حرمان العديد من
النجوم العالميين مثل بيليه ومارادونا من فرصة الفوز بها. ومع بداية التسعينيات،
بدأت الأصوات تتعالى مطالبة بتوسيع نطاق الجائزة. وفي عام 1995، شهدت الجائزة أول
توسع رسمي في شروطها، حيث أصبح بإمكان اللاعبين من خارج أوروبا الفوز بها، بشرط أن
يلعبوا في الأندية الأوروبية. وكان الليبيري جورج ويا أول لاعب غير أوروبي يفوز
بالجائزة في عام 1995.
في عام 2007، أصبحت الجائزة عالمية بمعنى الكلمة،
حيث أُزيلت جميع القيود، وأصبح بإمكان جميع اللاعبين حول العالم الفوز بها بغض
النظر عن النادي أو القارة.
الاندماج مع
جائزة الفيفا لأفضل لاعب
في عام 2010، اتحدت جائزة الكرة الذهبية مع جائزة
"أفضل لاعب في العالم" التي تقدمها الفيفا، حيث أطلقت "جائزة الكرة
الذهبية للفيفا". استمر هذا التعاون حتى عام 2016، عندما قررت "فرانس
فوتبول" استعادة الجائزة كحدث منفصل عن الفيفا.
آلية التصويت
وكيفية اختيار الفائز بالكرة الذهبية
تعتمد جائزة الكرة الذهبية على عملية تصويت تضم
صحفيين مختصين في كرة القدم من مختلف أنحاء العالم. يتم اختيار الفائز بناءً على
أدائه طوال العام مع ناديه ومنتخبه، وقدرته على تحقيق الألقاب وتقديم أداء مميز.
أشهر الفائزين
بالكرة الذهبية عبر التاريخ
خلال السنوات، حصد العديد من اللاعبين البارزين
جائزة الكرة الذهبية. وفيما يلي نستعرض بعضًا من أبرز هؤلاء اللاعبين:
- ليونيل ميسي
يُعد ليونيل ميسي من أنجح اللاعبين الذين حصلوا على جائزة الكرة الذهبية، حيث تُوج بها سبع مرات (حتى 2024). تألقه مع برشلونة ومنتخب الأرجنتين جعله يستحق هذا التتويج مرارًا، ويعتبر الكثيرون ميسي من أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة. - كريستيانو رونالدو
حقق البرتغالي كريستيانو رونالدو الجائزة خمس مرات، وتألقه مع أندية مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس جعله من أبرز الأسماء في قائمة الفائزين. يتميز رونالدو بقدرته على التهديف في مختلف الأندية والدوريات، مما جعله يستحق هذا التكريم. - ماركو فان باستن
أسطورة هولندا وفريق ميلان، حيث حصل على الجائزة ثلاث مرات، ويعتبر من أفضل المهاجمين في تاريخ اللعبة. قدرته العالية على التهديف وأداءه المميز في البطولات الكبرى أكسباه شهرة واسعة وجعلته يفوز بالجائزة في أعوام 1988، 1989، و1992. - ميشيل بلاتيني
أسطورة كرة القدم الفرنسية، وهو اللاعب الوحيد إلى جانب يوهان كرويف وفان باستن الذي حصد الجائزة ثلاث مرات على التوالي (1983، 1984، 1985)، وقدم أداءً مذهلاً مع نادي يوفنتوس ومنتخب فرنسا.
قائمة الفائزين
بالكرة الذهبية منذ بدايتها حتى عام 2024
إليك قائمة بأبرز الفائزين بجائزة الكرة الذهبية من
1956 حتى 2024:
- 1956: ستانلي ماثيوس (إنجلترا)
- 1957: ألفريدو دي ستيفانو (الأرجنتين/إسبانيا)
- 1995: جورج ويا (ليبيريا) - أول لاعب غير أوروبي
يفوز بالجائزة
- 2009: ليونيل ميسي (الأرجنتين) - بداية مسيرته مع
الكرة الذهبية
- 2016 - 2017: كريستيانو رونالدو (البرتغال) - عودة الجائزة
تحت إدارة فرانس فوتبول
- 2023: ليونيل ميسي (الأرجنتين)
تُظهِر هذه القائمة تطور الفائزين عبر العقود، حيث
تُعد الجائزة اليوم تتويجًا لأفضل لاعب في العالم كل عام.
الفائزون
الأفارقة بالكرة الذهبية
بعد جورج ويا، لم يتمكن أي لاعب أفريقي آخر من
الفوز بالجائزة. ورغم العديد من المحاولات، مثل محمد صلاح ورياض محرز، لم يتمكن أي
لاعب أفريقي من الظفر بالجائزة منذ ذلك الحين.
الكرة الذهبية
في العصر الحديث: التحديات والتأثير
يواجه منح جائزة الكرة الذهبية اليوم العديد من
التحديات، أبرزها تعدد البطولات وضغط المباريات على اللاعبين، مما يجعل الاختيار
أصعب.
كما أن النقاش مستمر حول معايير الجائزة، حيث يرى
البعض أنها تميل في بعض الأحيان لصالح اللاعبين الهجوميين أو الذين يلعبون في
أندية شهيرة، مما يُحرم مدافعين أو حراس مرمى بارعين من فرصة الفوز بها.
التأثير
العالمي لجائزة الكرة الذهبية
أصبحت جائزة الكرة الذهبية حلمًا
لكل لاعب شاب، وتؤثر بشكل كبير على مسيرته المهنية وقيمته السوقية. إذ يساهم
التتويج بالكرة الذهبية في تعزيز مكانة اللاعب، ويفتح له فرصًا دعائية وتجارية
ضخمة، كما أن هذا اللقب يخلد اسم اللاعب في تاريخ كرة القدم ويجعله قدوة للأجيال
القادمة.
خلاصة
تظل جائزة الكرة الذهبية حلمًا يداعب كل لاعب محترف، ومهما مر الزمن، يبقى هذا التتويج رمزًا للتفوق في عالم كرة القدم. إن النجاح في الفوز بهذه الجائزة يعكس رحلة طويلة من التفاني والعمل الجاد. ومع استمرار الجائزة، يبقى السؤال دائمًا: من سيكون الفائز القادم بجائزة الكرة الذهبية؟
متابعة المزيد من آخر الأخبار حول كرة القدم العالمية وتطوراتها المثيرة، يمكنكم قراءة المقال المميز عن "هيرفي رينارد" واحتمال عودته لتدريب المنتخب السعودي. اكتشفوا تفاصيل هذه العودة المنتظرة وتأثيرها على مشهد كرة القدم الآسيوي عبر الرابط التالي: هيرفي رينارد على وشك العودة لتدريب المنتخب السعودي.